السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
كم يوم غابت شمسه وقلبك غائب ُ, وكم ظلام أُسبل ستره وأنت فى عجائبُ ,
وكم أُسبغت عليك نعمه وأنت للمعاصى تواثبُ , وكم صحيفة قد ملأها بالذنوب الكاتبُ,
وكم يُنذرك سَلب رفيقك وأنت لاعبُ , يا من يأمن الإقامة قد زُمَّت الركائبُ,
... أفق من سكرتك قبل حسرتك على المعايبُ
وتذكر نزول حفرتك وهجران الأقاربُ , وانهض عن بساط الرقاد
وقل : أنا تائبُ , وبادر تحصيل الفضائل قبل فوت المطالبُ
فالسائقُ حثيث والحادى مُجدٌّ والموت طالبُ
[لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
********
قال ابن الجوزى _رحمه الله_
كأنك بالعمر قد انقرض , وهجم عليك المرض . وفات كلُّ مراد وغرض
, وإذا بالتلف قد عَرض أخَّاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
شَخُصَ البصر وسكن الصَّوت , ولم يمكن التدارك للفوت ,
ونزل بك ملك الموت , فسامت الروح وحاذى ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
[url=http://gfx1.hotmail.com/mail/w3/rtl/i_safe.gif][/url]
عالجت أشد الشدائد , فيا عجبا مما تُكابد , كأنك قد سُقيت سُمَّ الأساود فقطَّع أفلاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
بلغت الروح إلى التراقى . لم تعرف الراقى من الساقى , ولم تدر عند الرحيل ما تلاقى,
عياذا بالله عياذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
ثم درجوك إلى الكفن وحملوك إلى بيت العفَن , على العيب القبيح والأفَن . وإذا الحبيب من التراب قد حَفَن , وصرت فى القبر جُذاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
وتسربت عنك الأقارب تسرى , تقدُّ فى مالك وتَقرِى , وغاية أمرهم أن تجرى دموعهم رذاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
قفلوا الأقفال وبضَّعوا البضاعة , ونسوا ذكرك يا حبيبهم بعد ساعة وبقيت هناك إلى أن تقوم الساعة , لا تجد زوراً ولا معاذا]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
ثم قمت من قبرك فقيرا , لا تملك من المال نقيرا , أصبحت بالذنوب عقيرا ,
فلو قدَّمت من الخير حقيرا صار ملجأ وملاذا ,]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
*********
يا مشغولا بما لديه عما بين يديه يامشغولاً بما لديه عما بين يديه , يا غافلا عن الموت وقد دنا إليه , يا ساعيا إلى ما يضيره بقدميه , يا مختار الأذى له من حالتيه , يأمن الدهر وقد رأى صرّفّيه , كم عاين ميتاً لو اعتبر بعينيه , إنما أغار على شبابه هاجمٌ على فَوديه , أينفعه يوم الرحيل دمع يملأ خيه؟ يامن يصير عن قليل إلى حُفرة , تنـبـه لنفسك من هذه السكرة , لو أنك تذكرت لحدك؟
أيها الضال عن طريق الهدى , أما تسمع صوت الحادي وقد حدا , من لك إذا ظهر الجزاء وبدا , وربما كان فيه أن تشقى أبدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى) (1)
يا من تكتب لحظاته , وتجمع لفظاته , وتعلم عزماته , وتحسب عليه حركاته إن راح أو غدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
ويحك إن الرقيب حاضر , يرعى عليك اللسان والناظر , وهو إلى جميع أفعالك ناظر , إنما الدنيا مراحل إلى المقابر , وسينقضي هذا المدى
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
مالي أراك في الذنوب تعجل , وإذا زجرت عنها لا تقبل , ويحك انتبه لقبح ما تفعل لأن الأيام في الآجال تعمل مثل عمل المدى
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
سترحل عن دنياك فقيرا , لا تملك مما جمعت نقيرا , بلى قد صرت بالذنوب عقيرا بعد أن رداك التلف رداء الردى
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
كأنك بالموت قد قطع وبت , وبدد الشمل المجتمع وأشت , وأثر فيك الندم حينئذ وفت , انتبه لنفسك أشمتَّ والله العدا
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
كأنك ببساط العمر قد انطوى , وبعود الصحة قد ذوى , وبسلك الإمهال قد قطع فهوى , اسمع يا من قتله الهوى وما ودى (2)
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
تالله ما تقال وما تعذر , فإن كنت عاقلا فانتبه واحذر , كم وعظك أخذ غيرك وكم أعذر , ومن أنذر قبل مجيئه فما اعتدى
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
فبادر نفسك واحذر قبل الفوت , وأصخ للزواجر فقد رفعت الصوت , وتنبه فطال ما قد سهوت , اعلم قطعا ويقينا أن الموت لا يقبل الفدا
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
انهض إلى التقوى بقريحة وابك الذنوب بعين قريحة , وأزعج للجد أعضاءك المستريحة , تالله لئن لم تقبل هذه النصيبحة لتندمن غدا
( أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
اسأل الله ان ينفع به
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك
[لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
كم يوم غابت شمسه وقلبك غائب ُ, وكم ظلام أُسبل ستره وأنت فى عجائبُ ,
وكم أُسبغت عليك نعمه وأنت للمعاصى تواثبُ , وكم صحيفة قد ملأها بالذنوب الكاتبُ,
وكم يُنذرك سَلب رفيقك وأنت لاعبُ , يا من يأمن الإقامة قد زُمَّت الركائبُ,
... أفق من سكرتك قبل حسرتك على المعايبُ
وتذكر نزول حفرتك وهجران الأقاربُ , وانهض عن بساط الرقاد
وقل : أنا تائبُ , وبادر تحصيل الفضائل قبل فوت المطالبُ
فالسائقُ حثيث والحادى مُجدٌّ والموت طالبُ
[لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
********
قال ابن الجوزى _رحمه الله_
كأنك بالعمر قد انقرض , وهجم عليك المرض . وفات كلُّ مراد وغرض
, وإذا بالتلف قد عَرض أخَّاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
شَخُصَ البصر وسكن الصَّوت , ولم يمكن التدارك للفوت ,
ونزل بك ملك الموت , فسامت الروح وحاذى ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
[url=http://gfx1.hotmail.com/mail/w3/rtl/i_safe.gif][/url]
عالجت أشد الشدائد , فيا عجبا مما تُكابد , كأنك قد سُقيت سُمَّ الأساود فقطَّع أفلاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
بلغت الروح إلى التراقى . لم تعرف الراقى من الساقى , ولم تدر عند الرحيل ما تلاقى,
عياذا بالله عياذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
ثم درجوك إلى الكفن وحملوك إلى بيت العفَن , على العيب القبيح والأفَن . وإذا الحبيب من التراب قد حَفَن , وصرت فى القبر جُذاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
وتسربت عنك الأقارب تسرى , تقدُّ فى مالك وتَقرِى , وغاية أمرهم أن تجرى دموعهم رذاذا ]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
قفلوا الأقفال وبضَّعوا البضاعة , ونسوا ذكرك يا حبيبهم بعد ساعة وبقيت هناك إلى أن تقوم الساعة , لا تجد زوراً ولا معاذا]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
ثم قمت من قبرك فقيرا , لا تملك من المال نقيرا , أصبحت بالذنوب عقيرا ,
فلو قدَّمت من الخير حقيرا صار ملجأ وملاذا ,]لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا]
*********
يا مشغولا بما لديه عما بين يديه يامشغولاً بما لديه عما بين يديه , يا غافلا عن الموت وقد دنا إليه , يا ساعيا إلى ما يضيره بقدميه , يا مختار الأذى له من حالتيه , يأمن الدهر وقد رأى صرّفّيه , كم عاين ميتاً لو اعتبر بعينيه , إنما أغار على شبابه هاجمٌ على فَوديه , أينفعه يوم الرحيل دمع يملأ خيه؟ يامن يصير عن قليل إلى حُفرة , تنـبـه لنفسك من هذه السكرة , لو أنك تذكرت لحدك؟
أيها الضال عن طريق الهدى , أما تسمع صوت الحادي وقد حدا , من لك إذا ظهر الجزاء وبدا , وربما كان فيه أن تشقى أبدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى) (1)
يا من تكتب لحظاته , وتجمع لفظاته , وتعلم عزماته , وتحسب عليه حركاته إن راح أو غدا
( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
ويحك إن الرقيب حاضر , يرعى عليك اللسان والناظر , وهو إلى جميع أفعالك ناظر , إنما الدنيا مراحل إلى المقابر , وسينقضي هذا المدى
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
مالي أراك في الذنوب تعجل , وإذا زجرت عنها لا تقبل , ويحك انتبه لقبح ما تفعل لأن الأيام في الآجال تعمل مثل عمل المدى
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
سترحل عن دنياك فقيرا , لا تملك مما جمعت نقيرا , بلى قد صرت بالذنوب عقيرا بعد أن رداك التلف رداء الردى
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
كأنك بالموت قد قطع وبت , وبدد الشمل المجتمع وأشت , وأثر فيك الندم حينئذ وفت , انتبه لنفسك أشمتَّ والله العدا
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
كأنك ببساط العمر قد انطوى , وبعود الصحة قد ذوى , وبسلك الإمهال قد قطع فهوى , اسمع يا من قتله الهوى وما ودى (2)
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
تالله ما تقال وما تعذر , فإن كنت عاقلا فانتبه واحذر , كم وعظك أخذ غيرك وكم أعذر , ومن أنذر قبل مجيئه فما اعتدى
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
فبادر نفسك واحذر قبل الفوت , وأصخ للزواجر فقد رفعت الصوت , وتنبه فطال ما قد سهوت , اعلم قطعا ويقينا أن الموت لا يقبل الفدا
( أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
انهض إلى التقوى بقريحة وابك الذنوب بعين قريحة , وأزعج للجد أعضاءك المستريحة , تالله لئن لم تقبل هذه النصيبحة لتندمن غدا
( أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )
اسأل الله ان ينفع به
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك